عرض تقديمي ملصق ، الصفحة 469-528 (60) النص الكامل (1.1 MB)

Volume Title: 12

تعد صیاغة المفاهیم أمر فی غایة الأهمیة حیث یرتبط بعمق هویة وثقافة المجتمع ، ولذلک فإن بحث جذور نشأة وتطور المفاهیم أمر فی غایة الأهمیة للتعرف على الفلسفة الکامنة خلف المفهوم والمرجعیة النهائیة الحاکمة لتطوره وغائیاته فی المجتمع الذی نشأ فیه وأهداف نشره وغرسه فی ثقافة المجتمعات الأخرى.
ویُعدغیاب العقلیة النقدیة القادرة على التفنید والتمییز أمر خطیر یقود إلى العدید من الإشکالیات فی کافة المجالات ، من أبرزها فی مجتمعنا المعاصر ما یحدث من خلط وتشویش فی فهم الدین من خلال فتاوى غیر المتخصصین ونشر المفاهیم التی لا ترتبط بصحیح الدین ، هذا بالاضافة إلى الشائعات (حروب الجیل الرابع وما تلاه من أشکال أخرى أکثر خطورة) ، التی تروج للأفکار الهدامة خاصة لدى الأطفال والشباب من خلال توظیف التکنولوجیا التی بین أیدیهم. وهذا ما یحدث أیضا فی المجالات الأخرى کما فی المجال السیاسی من خلال تسویغ المفاهیم السیاسیة التی تصب فی مصلحة صانعیها والمروجین لها ، حیث التأثیر على العقول وأخلاق الناس ، وإحداث هزة فی قیمهم وزعزعة الثقة فی ثوابتهم ، وکل ما یقود إلى عدم القدرة على التمییز بین الحقیقة والوهم ، والوصول إلى مناخ عام من الخلط فی المفاهیم یسودة التعمیة والتشویش على الحقیقة وتغییب العقل وتسطیحة قدر الإمکان ، فتیعیش المجتمعات فی حالة من السیولة واللاتحدد وهی سمات تتصف بها الفلسفات المادیة ضد الإنسانیة مثل ما بعد الحداثة ووجهها العلمانی.

المواطنة العالمیة؛ الوعی النقدی؛ المشروع الغربی-التربیة- رؤیة نقدیة